السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي إخوتي أن أهديكم هذه الورقة البسيطة عن إدارة الوقت، فكلنا يعلم المثل الذي يقول " الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" وحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما جاء ثلاثة إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما أخبروا فقالوا وأين نحن من النبي -صلى الله عليه وسلم- قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر:أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر:أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا: أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني
إن لنفسك عليك حقاً ولربك عليك حقاً ولضيفك عليك حقاً وإن لأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه "
هذا الحديث الذي جاء لإعطاء الحقوق نرى فيه أيضا أن يجيد الإنسان استغلال وقته وإدارته وتوزيعه وتقسيمه التقسيم المناسب له ومن هنا كانت هذه الورقة، والتي آمل أن أكون قد وفقت فيها.
إدارة الوقــــت
عرفت الإدارة بأبسط تعريف لها على أنها إنجاز الأعمال بواسطة الآخرين.
كما عرفت على أنها العلم الذي يشتمل على التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة.
ونظرا لأهمية الإدارة ليس فقط من الناحية العملية وإنما حتى في حياتنا اليومية، فإن الوقت يلعب دورا هاما وأساسيا في ذلك، ولذلك كانت الحاجة لكيفية استغلاله وتنظيمه، فكانت إدارة الوقت،التي تعرف بأنها "قدرة الشخص على استخدام وقت الوظيفة لإنجاز المهام في التوقيت المحدد لها".
كما تعرف بأنها " العملية المستمرة لتحليل وتقييم المهام التي يقوم بها الفرد خلال فترة زمنية معينة ، بهدف تعظيم الوقت المتاح للوصول إلى الأهداف المحددة".
وتعرف أيضا بأنها علم وفن استخدام الوقت بشكل فعال.
وبناء على ذلك، يُعدّ مفهوم إدارة الوقت من المفاهيم المتكاملة، والشاملة لأي زمان أو مكان أو إنسان. فإدارة الوقت لا تقتصر على إداري دون غيره، ولا يقتصر تطبيقها على مكان دون آخر، أو على زمان دون غيره .
فالوقت بمعناه المُبسَّط هو عمر الإنسان وحياته كلها ،والعمر محدد, لا يمكن زيادته بحال من الأحوال وهذا يعني من الناحية الاقتصادية إن صح التعريف أن الوقت مورد شديد الندرة، وغير قابل للتخزين أو للبدل أو التعويض، أي أن اللحظة التي لا نستغلها تفنى، كما أن الوقت يُسأل عنه الإنسان فيما أفناه، ومن هنا تكمن أهميته.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة للوقت، فإنه أكثر العناصر أو الموارد هدراً وأقلها استثماراً، سواء من المنظمات أو من الأفراد العاديين، ويعود ذلك لأسباب عدّة قد يكون من أهمها:-
1- لا يدركون أهمية الوقت .
2- ليس لهم أهداف أو خطط واضحة .
3- يستمتعون بالعمل تحت ضغط.
4- عدم المعرفة بأدوات و أساليب تنظيم الوقت .
فإدارة الوقت وتنظيمه ، تساعدنا على إتمام أعمالنا بشكل أسرع وبمجهود أقل وتتيح لنا اغتنام فرص لم تكـــــن تخطر على بالنا،فمن الناحية الإدارية ارتبط مفهوم الوقت بشكل كبير بالعمل الإداري من خلال وجود عملية مستمرة من التخطيط والتحليل والتقويم لجميع النشاطات التي يقوم بها الإداري خلال ساعات عمله اليومي، بهدف تحقيق فعالية مرتفعة في استثمار الوقت المتاح للوصول إلى الأهداف المنشودة،فالوقت في العملية الإدارية يجب النظر إليه على أنه مورد، ويجب أن تُبنَ فكرة المرونة وأن يكون الإداري قادر على أن يجد الوقت للتفكير والتخطيط وحل المشكلات بأسلوب مميز، فإدارة الوقت تجعلك تلاحظ وتقيس مدى التقدم الذي تحرزه من خلال وضع أهدافك وطرق تنفيذها ومتابعتها والرقابة عليها بحيث تكشف عن الأخطاء و تمنع حدوثها في الوقت المناسب.
وبالتالي فإن إدارة الوقت لها العديد من الفوائد والمزايا إذا طبقت بشكل جيد منها:-
1. إنجاز الأهداف والمهام في الأوقات المحددة.
2. تحقيق التوازن بين المتطلبات الاجتماعية والمتطلبات الوظيفية.
3. تحسين نوعية العمل وتحقيق نتائج أفضل.
4. تحسين نوعية الحياة غير العملية.
5. زيادة سرعة إنجاز العمل.
6. تقليل عدد الأخطاء الممكن ارتكابها.
7. تعزيز الراحة في العمل.
8. تحسين الإنتاجية بشكل عام.
فالتخطيط السليم والتنظيم الجيد للوقت مع التنفيذ السليم للخطة والتصرف الإيجابي تجاه مضيعات الوقت يعطينا إدارة ناجحة وفعالة للوقت.
أيضا هناك بعض السلوكيات والمعتقدات تؤدي إلى ضياع الوقت، أبرزها الميول الإنسانية التي تعد مشكلة الإدارة الفعالة للوقت، إذ تجعل من عملية إدارة الوقت عملية شاقة للغاية ، حتى مع وجود أهداف وأولويات واضحة.
وأخيرا فمن السهل إلقاء اللوم على الآخرين أو على الظروف، لكن يبقى الإنسان هو المسؤول الوحيد عن وقته،فلا شئ يغري بالانتهاء قدر الابتداء، فالعمل الذي لم يبدأ بعد لا يحفزك لإنهائه، بينما يدفعك العمل غير المنجز إلى محاولة إنجازه،فالوقت يطير فهل أنت الطيار أم أحد الركاب؟.
والله ولي التوفيق
